;

الحجر ودواعيه تحت ظل القانون الكويتي

...

يعد نظام الحجر أو التحجير من بين أهم الوسائل التي تبنتها الشريعة الإسلامية لحماية القاصر و المجنون أو السفيه أو المعتوه لحفظ الأموال التي لديهم، فقد تلحق بالشخص البالغ عاهة عقلية أو يعرض له عارض يؤثر في تميزه و إدراكه فيصبح غير أهل لإدارة أمواله والتصرف فيها، لذا نجد  أن قانون الأحوال الشخصية الكويتي تبنى أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء ووضعها في قالب قانوني، يقتضي بدوره بوجوب التحجير أي  بمنع المحجور عليه من إدارة أمواله و تعيين من هو أقدر منه لرعاية شؤونه حماية له و لأبنائه و صونا لماله من الضياع. وفي قضايا الحجر نجد أن التحجير كما يكون على الأمور المالية يكون في الأمور غير المالية، كالحجر على النفس بمنع إجراء العقود.

ما المقصود بالحجر؟ 

المقصود بالحجر القيام بإجراءات الحجر القانونية، والتي يترتب عنها اعتبار الشخص المحجور عليه ناقص الأهلية أو معدومها، والمقصود بالأهلية هو الإرادة والتصرف، وتعني صلاحية الشخص لممارسة حقوقه الشخصية والمالية، ونفاذ تصرفاته أمام الغير، ويحدد قانون الأحوال الشخصية الكويتي شروط اكتساب الأهلية وأسبابها، كما يحدد شروط نقصان الأهلية وانعدامها. وقضايا الحجر تنقسم إلى نوعين، حجر ينقص من الأهلية، وحجر يلغي الأهلية ويعدمها تمامًا.

ماهية الأهلية وأقسامها ومدى اعتبارها أسبابًا للحجر

الأهلية هي صلاحية الإنسان لصدور الأفعال والأقوال منه على وجه يعتد به شرعًا، وفي الاصطلاح القانوني فهي صلاحية الشخص لاكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات، ومباشرة التصرفات القانونية، وتنقسم بدورها إلى نوعين:

  • أهلية الوجوب: هي صلاحية الإنسان لأن تثبت له حقوق وتجب عليه إلتزامات، أي أهلية الإنسان بأن يطالب ويُطلب.
  • أهلية الأداء: هي صلاحية الشخص لإعمال إرادته إعمالًا من شأنه أن يترتب عليه آثارًا قانونية، وتثبت أهلية الأداء بثبوت العقل والتمييز، فغير المميز سواء أكان طفلًا أو مجنونًا يكون معدوم الأهلية، في حين أن المميز الذي لم يبلغ الحلم يكون ناقص الأهلية.

عوارض الأهلية في الشريعة والقانون

عوارض الأهلية يقصد بها المؤثرات التي تصيب الإنسان فتؤثر على التمييز عنده وتتأثر أهليته بالتبعية، وتنقسم عوارض الأهلية إلى عوارض معدمة وعوارض منقصة للأهلية.

العوارض المعدمة للأهلية:

  • الجنون: عرفه النووي بأنه عطب يصيب العقل فيجعله غير قادر على الإدراك ومعرفة الصواب من الخطأ والجنون نوعان جنون مطلق وجنون متقطع، وهو من العوارض المؤثرة في أهلية الشخص بعدم الإدراك والتمييز لديه والتي يجب معها الحجر.
  • العته: آفة ناشئة عن الذات توجب خللًا في العقل فيصير صاحبه مختلط العقل، مما ينتج عنه عدم الإدراك للأمور إدراكًا سليمًا، فالعته يؤدي إلى ضعف في العقل والإدراك والفهم. ولا تتطبق إجراءات الحجر على المعتوه حال إفاقته، أما فيما دون ذلك فيجب التحجير عليه، ومنعه من جميع التصرفات الفعلية والقولية.

العوارض المنقصة للأهلية: 

  • السفه: هو تبذير المال أو إتلافه على خلاف مقتضى العقل والشرع ولو كان في وجوه البر، والسفيه هو من لا يحسن تسيير المنفعة في ماله، والسفيه يحجر عليه، ويمنع من التصرفات القولية من بيع وإجارة وهبة، وإذا وقعت هذه التصرفات تكون غير صحيحة.
  • الغفلة: وهي حالة تعتري الشخص، فلا تخل بالعقل من الناحية الطبيعية وإنما تنقص من ملكات ضبط النفس، والتي قد يغبن الشخص على إثرها في معاملاته مع الغير على وجه يهدد المال بخطر الضياع.

حالات الحجر على الأب أو الحجر على الأم 

نظم قانون الأحوال الشخصية الكويتي الحالات التي يتم فيها الحجر على الآباء من طرف أبنائهم، كما نظم القانون دعوى الحجر وحدد الأسباب الموجبة لذلك، ويصدر أمر التحجير بناءً على طلب المعنيين بالأمر وهم الأبناء في هذه الحالة كما يمكن أن يتم الحجر على الزوج من قبل الزوجة أو العكس، كما قد يرفع الأقارب دعاوى الحجر إزاء بعضهم وفقًا لدرجة القرابة المحددة قانونًا،  وفي حالة المرض فيلزم تقديم ملف طبي يثبت أن المرض يمنع الشخص من إتيان مجموعة من التصرفات، للقاضي الصلاحية التامة أن يكون قناعته بالملف المقدم في إذا كان المعني بالأمر يستحق التحجير أو العكس.

وهنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال المقدم عبر موقع المجموعة القانونية المتكاملة، والذي تطرقنا فيه إلى تعريف الحجر وتعريف الأهلية وأنواعها، والعوارض المعدمة للاهلية والعوارض المنقصة للأهلية، وحالات الحجر على الآباء أو الحجر على الزوج، وقبل أن يقع اختيارك على محامي لقضايا الحجر في الكويت، توجد العديد من النقاط التي يجب أخذها في الحسبان، فيتوجب عليك أولًا أن تفهم طبيعة المشكلة القانونية التي تواجهك، وبعدها يلزم التأكد من أن محامي دعاوى الحجر الكويتي الذي وقع عليه الاختيار يمتلك الخبرة والتخصص القانوني الملائم لطبيعة مشكلتك القانونية.